7 Nilai Luhur Idul Qurban Menguatkan Iman Merekatkan Persatuan

Khutbah Idul adha 1444, Kamis, di Hutan Kota Jakarta

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الحمد لله رب العالمين؛ قَيُّومِ السموات والأرضين، ومالكِ يوم الدين، أشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، إلهُ الأولين والآخرين، الذي لا فوزَ إلا في طاعته، ولا عزَّ إلا في التذلُّل لعظمته، ولا غِنَى إلا في الافتقارِ إلى رحمته، ولا حياةَ إلا في رضوانه، ولا نعيمَ إلا في قربه.
وأشهد أن محمدا عبد ورسوله، بعثهُ الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا .اللهم صل وسلم وبارك على نبينا الكريم وآله الطاهرين وأصحابه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الله أكبر 7 مرات، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
أما بعد:
معاشر المسلمين، في هذا اليوم العظيم – بالأمس واليوم -المسلمون في العالم يحتفلون بعيد الأضحى، أكبرَ عيدٍ عرفه البشرُ، ارتضاه ربُ العرش العظيم شعارًا لدينهِ القويمِ، بدايةً من خليله إبراهيم ومُرُوْرًا بنبينا محمد إلى يومنا هذا وإلى يوِ الدين.
الله أكبر 3 مرات ولله الحمد
معاشر المسلمين: في آخر الزمان مثل زماننا كثرت الفتن (الشرك والشر، الظاهر والباطن)، وفشت الشبهات والشهوات، وانتشرت المعاصي والمنكرات، وعمت الجهالات، وزادت الفرق والجماعات عددا وَحِدَّةً، وعظمت التحديات. فما أحوجَنا إلى تعاليم إسلامية إلهية، وهي معانٍ سامية وقيمٌ راقية، نستمدها من عيدنا العظيم “عيد الأضحى –يوم النحر- هذا لنُقَوِّيَ بها إيمانَنا ونؤكد وِحْدَتَنَا.
الله أكبر 3 مرات ولله الحمد
معاشر المسلمين: ها هي سبعة المعاني والقيم:
التمسك بهذا الدين، لأنه حق مرْضيّ سماويٌّ حنيفٌ.
فإن من مقاصد العيد: هو إظهارٌ بأن الإسلام دين الله، وهو الدين الوحيد الذي كانت أعيادُه مشروعةٌ من فوق سبع سمواتٍ.
فإن لكل أمة من الأمم عيدًا يعود عليها –كل سنة- في يوم معلوم، يتضمن عقيدَتَها وأخلاقَها، فمِن الأعيادِ –خارج الإسلام- ما هو منبثقٌ ونابع من الأفكار البشرية المبتدَعة والبعيدة عن وحي الله تعالى، وهي أعياد غير إسلامية، وأما عيد الأضحى وعيد الفطر، فقد شرعهما الله تعالى لأمة الإسلام؛ ومما جاء في تفسير قول الله تعالى: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ﴾ [الحج: 67]؛ ما أورده ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس قال: (منسكًا؛ أي: عيدًا). إذن الأعياد من الدين بل من أصوله الأصيلة.
الله أكبر 3 مرات ولله الحمد
إعلاءُ شأنِ التوحيدِ والعقيدةِ الإسلاميةِ:
ومن أهم مقاصد العيد عباد الله: إعلاءُ شانِ العقيدة والجهرُ بها في الطرقات والساحات؛ ليعلم العالمُ كلُّه أن “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”، فالله تعالى – عبادَ الله -هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له في ملكه، والله تعالى ليس له شبيهٌ ولا نظيرٌ؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 – 4].
وأبرزُ ما يتجلى ذلك في صلاةِ العيدِ، وهم –كلهم، رجالا ونساء- يذكرون الله وحده ويعظمونه كل تعظيم؛ يكبرون مطلقا في الأيام العشر، ومقيدا بعد الفرائض من صبح عرفة إلى آخر يوم التشريق، يقولون ويعلنون : “الله أكبر الله أكبر”، بالإضافة إلى ما يستشعره كلُّ فرد منهم من رابطة الأخوة التي تجمع بينهم، والإيمان الذي يوحِّد قلوبهم تحت رايةٍ واحدة هي رايةُ الإسلام، وشعارٍ واحدٍ وهو شعار التوحيد “لا إله إلا الله”، ولأجل هذا المعنى كان من السُّنَّة أداءُ صلاة العيدِ في اَلْمُصَلَّى –أيى الميدان الواسع مثل هذا-؛ حيث يجتمع معظمُ أهل البلد في مكان واحد، وعلى صعيدٍ واحد، يؤدون صلاةَ العيد، ويكبرون الله، ويتبادلون أطرافَ الحديث في أمر دينهم ودنياهم.
وكذلك الحجاجُ فشعاهم تلبيةٌ وهو توحيدُ الله: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيْكَ لَكَ.
الله أكبر 3 مرات ولله الحمد
تَوْطِيْدُ العلاقةِ الاجتماعية بين المسلمين وإظهارُ شَوْكَتِهِمْ وكَثْرَتِهِمْ:
فمن أهم المقاصد التي شُرع العيد لأجلها: الالتقاء بين المسلمين والاجتماع فيما بينهم، ومن أعظم مقاصد العيد إزالةُ الخلافاتِ بين الناس، وإذابةُ ثلوجِ الشَحْنَاءِ والبغضاء التي قد تَسْتَحْكِم في بعض النفوس، فالناس يلتقون في الْمُصَلَّى، فيتصافحون، ويتعانقون، ويهنئ بعضهم بعضًا بالعيد، ويدعو بعضهم لبعض بموفور الصحة وسلامة الإيمان، ودوام الاطمئنان، وما أظن المؤمن الغيور على دينه، العالم بحقيقة الأُخوَّة، المتذكر بعظم ثوابها، يلتقي مَنْ بينه وبينه شحناءُ يوم العيد-يوم السرور والفرحة والسعادة-، ثم يتمادى في صَلَابَتِه، فيغض عنه الطرفَ فلا يكلمه، ولا يصافحه، ولا يسامحه، والله تعالى عفو كريم.
يقول تعالى: ﴿ وَاَنْ تَعْفُوْٓا اَقْرَبُ لِلتَّقْوٰىۗ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۗ اِنَّ اللّٰهَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ ﴾ [البقرة: 237].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”؛ متفق عليه.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَا هُنَا، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ»[ أخرجه أحمد (2 /277، رقم 7713)، ومسلم (4/1986، رقم 2564)، وأخرجه أيضًا: البيهقي (6/92، رقم 11276)].
فهنيئا لمن زكى قلبه ولان لسانه، وطاب وجه في وجه أخيه يوم العيد، وويل لمن تَكَبَّدَ (تحمل مشقة) في قسوة قلبه حتى في يوم العيد: أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزمر: 22]
الله أكبر 3 مرات ولله الحمد
وَقد ضَمَّ العيدُ “مَعَه مقصودًا آخر من مَقَاصِد الشَّرِيعَة، وَهُوَ أَن كل مِلَّة لَا بُد لَهَا من عُرْضَةٍ (هدفا) يجْتَمع فِيهَا أَهلُهَا؛ لتظهر شوكتهم، وَتعلم كثرتهم، وَلذَلِك اسْتحبَّ خُرُوج الْجَمِيع حَتَّى الصبيان وَالنِّسَاء وَذَوَات الْخُدُور وَالْحُيَّضِ ويعتزلْنَ الْمُصَلَّى، ويشهدن دَعْوَة الْمُسلمين، وَلذَلِك كَانَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَالف فِي الطَّرِيق ذَهَابًا وإيابا؛ لِيُطْلِعَ أهلَ كِلْتَا الطَّرِيقَيْنِ على شَوْكَة الْمُسلمين”[ الشيخ الدهلوي رحمه الله].
الله أكبر 3 مرات ولله الحمد
إِعْلانٌ أنَّ عيدَنا هو يومُ أنْ نَنْجَحَ في الاِبْتِلَاءِ:
أمة الإسلام، عيدنا الحقيقي يومَ أن ننجحَ في الابتلاء، فقد ابتلى الله تعالى نبيَّه وخليلَه إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام بابتلاءات متعددةٍ في نفسه، وفي زوجته، وفي ولده، فما كان منه إلا أن انقاد واستسلمَ لأمر الله تعالى، فنَجَحَ نجاحًا ما بعده رُسُوْبٌ: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120 – 123].
﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 102 – 112].
فاذا نجحنا في الابتلاء، والدنيا دارُ ابتلاء، ابتلاءٌ بالطاعات والفرائض، ابتلاءٌ بالمعاصي والمحرمات، ابتلاءٌ بالأسقام والأمراض، فمن أدَّى الفرائضَ والواجباتِ، وترَك المعاصِي والمنكراتِ، وصَبَرَ على قضاءِ ربِ الأرض والسماوات، فقد نجَحَ نجاحًا يُدْخِلُهُ أعالي الجنات.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إظهارُ السُّرور في عيدنا وتبادلُ التهانِي وَالْمَوَدَّةِ من شعائر الدينِ الحنيفِ:
أمة الإسلام، التهنئة بالعيد من العادات الحسنة التي تعارَفَ عليها الناس، مع ما فيها من تأليفٍ للقلوب، وجَلْبٍ للمودة والأُلفة؛ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُمَا ذُنُوبُهُمَا، كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ الْيَابِسُ مِنَ الشَّجَرِ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، وَإِلَّا غُفِرَ لَهُمَا وَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُمَا مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ”[ الطبراني (6 /256، رقم 6150)، قال المنذري (3 /291): إسناده حسن، وقال الهيثمي (8 /37): رجاله رجال الصحيح غير سالم بن غيلان وهو ثقة. [.
وعليه، فلا حَرَج في التهنئة بأيِّ لفظٍ من الألفاظ المباحة، كأن يُقال: “تقبَّل الله منَّا ومنكم”، “عيدٌ مُبارك”، أو “كلَّ عام وأنتم بخير”، أو نحو ذلك من العبارات.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إعلان أن دينَ الإسلامِ عَالَمِيُّ الرسالةِ وَمُوَحِّدُ الأمةِ
كان إبراهيمُ أولَّ مَنْ نادى بالحج: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. (27 الحج)
ثم أرسل الله محمدا: “ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” (123 النحل)
عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا} [آل عمران: 85] قَالَ: ” لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، قَالَ أَهْلُ الْمِلَلِ كُلُّهُمْ: نَحْنُ مُسْلِمُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] ، يَعْنِي: عَلَى النَّاسِ، فَحَجَّهُ الْمُسْلِمُونَ، وَتَرَكَهُ الْمُشْرِكُونَ”!! الله أكبر الله أكبر!
أربع سنوات ماضية (1440ه) جاء 9 الحجاج من بريطانيا بالدراجة الهوائية يمر ب 17 دولة! مسافة 6000 كم! “من كل فج عميق”
السنة الماضية (1443ه): 3 رجال من إندونيسيا ذهبوا للحج بالدراجة الهوائية يمر ب 11 دولة يقطع مسافة 8000 كم لمدة 7.5 أشهر للوصول إلى مكة، هم من غورونتلوا و ماغلانج و

  • 12 سنة ماضية (2011) صحافي من سورابيا بركوب سيارة النقل العام أنكوتان عموم 8 أشهر، (ماليزيا-تيلاند-ميانمر- لاؤوص-كانبوجا-فيتنام- الصين جنوبية- نيبال-الهند-باكستان-عُمان- وصول السعودية
    للوصول إلى الله ووحدة الأمة بحاجة إلى الإخلاص في التضحية، وإلى التأسي بسلفنا الصالح من الأنبياء والعلماء
    لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37 الحج)
    لقد أسلم إبراهيم وابنه إسماعيل لربه، فهذا هو الإسلام في حقيقته؛ ثقةٌ وطاعة وطمأنينة ورضى وتسليم وتنفيذ، ومضت بذلك سنة النحر في الأضحى، ذكرى لهذا الموقف العظيم من الاسلام والاستسلام،
    إنه درس في التضحية والفداء؛ فالأضحية إحياءٌ لسنة أبينا إبراهيم الخليل -عليه السلام-.
    التضحية كلمةٌ تحمل شحنات من المروءة، والثبات على المبدأ، والشجاعة، والإحساس بواجب المرء تجاه المبادئ التي يحملها، والفكرة التي آمن بها واعتقدها.
    فما أحوجنا إلى تضحية الرجال وكذلك تضحية النساء بالمال والنفس وبكل ما هو نفيس!
    يا ابنة الإسلام: كم الأمة بحاجة إلى أنموذج هاجر زوج إبراهيم -عليه السلام- وهي تضحي بحظوظها من زوجها، وقد تركها لوحدها مع رضيعها في وادٍ غير ذي زرع قائلة: “إن كان الله أمرك فلن يضيعنا”.
    وما أحوجنا إلى أنموذج أسماء بنت أبي بكر وهي تضحي براحتها وصحتها؛ تحمل النوى على رأسها لتعلف به فرس زوجها، رافضةَ الركوب مع أطهر إنسان على وجه الأرض قائلةً: “تذكرتُ غيرةَ الزبير”!؛ فرفضتْ الركوب مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    وما أحوجنا إلى أنموذج فاطمة بنت محمد -رضي الله عنها-، وقد مجلت يداها من عمل البيت مضحية بما تتطلع له كلُّ فتاة من الراحة والهناء!
    ما أحوجنا إلى المرأة المسلمة التي تتسامى(تتعالى) عن ثقافة التفسخ والعري مضحية بمهازل الموضة وسخافتها وما تدعو إليه من عري وقلة حياء!
    ما أحوجنا إلى المرأة التي تستشعر دورها في أمتها، فتنفق من مالها، وتنفق من وقتها لبذل الخير للغير!
    ما أحوجنا إلى المرأة العفيفة التي تضحي بالمال والترف في سبيل العفة والشرف فهي لا تستجيب لدعوات المبطلين لتصبح بائعةً تخالط الرجال؛ لأنها تدرك أن الحُرَّةَ تجوع/تموت ولا تأكل بثدييها.
    قول العامة: «تجوع الحرة ولا تأكل بثديها». والمعنى هو أن المرأة الفاضلة لا ترتضي رخاء العيش والثروة من وراء تسخير جسمها سواء بالحلال أو الحرام.
    الله أكبر، الله أكبر.
    تَذَكَّرُوا في يوم التضحية يوم عيد الأضحى: ما قدَّمه أسلافكم من بذل وعطاء لقيام هذا الدين، وتذكروا أنه مازال في الأمة تضحيات، ومازال فيها رجال يضحون بكل شيء لله، ولأجل دين الله، ودفاعًا عن عباد الله، وبناءً لحضارة الأمة، فكونوا عونا لهم وسندًا لتضحيتهم بالبذل والعطاء والمواساة والدعاء.
    الله أكبر 3 مرات.
    بارك الله لكم في عيدكم ومَكَّنَ لكم دينَكم الذي ارتضاه لكم، وَأَجَابَ الدُّعَاءَ وَحَقَّقَ الرَّجَاء، .وأعادَه الله عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ وعلى المسلمين باليُمْنِ والإيمان، والسلامة والإسلام، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنكُمُ ومن المسلمين صالِحَ الأعمال.
    ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
    اللهمّ صلِّ على سيدنا محمد وعلى آلِ سيدنا محمد، كما صليْتَ على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وباركْ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما باركتَ على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
    وَارْضَ اللهمَّ عن الخلفاءِ الراشدين، وعنْ باقِي الصّحابةِ أجمعين، وعَنِ التابِعين ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وعَنّا مَعَهُمْ برحمتك يا أرحمَ الراحمين.
    اللهمّ اجْعَلْ عِيدَنا سعيداً، وعَمَلَنا صالحاً رَشيداً.
    اللهم تَقَبَّلْ صِيَامَنا، وقِيامَنا، وحجنا وأضاحينا، ودُعَاءَنا، وَسائِرَ أعْمالِنا، واجْعلها خالصةً لِوَجْهِكَ الكريم.
    اللهم اختِمْ لنا بخَيْر، واجْعلْ عَواقِبَ أمُورنا إلى خَيْر.
    اللهم اغفِرْ لجميع المسلمينَ والمسلمات، والمؤمنين والمؤمِنات، وأصْلِحْ ذاتَ بَيْنِهِمْ، واهْدِهِمْ سُبُلَ السّلام، وجَنِّبْهُمُ الفواحِشَ والفِتَن، ما ظهَرَ مِنْها وما بَطن.
    اللهم حَبِّبْ إلينا الإيمان وزَيِّنْهُ في قلوبنا، وكَرِّهْ إلينا الكفرَ والفُسوقَ والعِصْيَان، واجْعلنا يا رَبّ مِنَ الراشِدين.
    اللهم فَرّجْ هَمّ المهْمُومينَ منَ المسلمين، ونَفِّسْ كَرْبَ المكْروبين، واشْفِ مَرضى المسلمين يا ربّ العالمين.
    اللهم أصْلِحْ أحْوالَ المسلمينَ في كُلّ مَكان، اللهمّ عَلّمْ جاهِلَهُم، وأطْعِمْ جائِعَهُم، واكْسُ عَارِيَهُم. اللهم احْفَظْهُمْ في أمْوالهِم، واحْفَظهم في أَعْراضِهم، واحْفَظهم في أبْنائِهم، واحْفَظهم في دِيارهم وأوْطانهم ياربّ العالمين.
    اللهم أعِزّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشِّرْكَ والمشركين، ودَمِّرْ أعداءَ الدّين، اللهم احمِ حوزة الدين، وانصر عبادك المجاهدين في سائر بلا المسلمين، اللهمّ آمِنّا في أوْطانِنا، وَوَلِّ عَلَيْنَا مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ، وَنَصَحَ الرَّعِيَّةَ، ولا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا بِذُنُوْبِنَا مَنْ لَا يَخَافُكَ فِيْنَا وَلَا يَرْحَمُنَا. اللهم أصْلِحْ أئِمّتَنا وأئمة المسلمين، ووفقهم لما فيه خير البلاد والعباد، ياربَّ العالمين.
    اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا العِيدَ عِيدَ خَيْرٍ وَبَرَكَةٍ عَلَى أُمَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-، في مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا عَامَّةً، وَفي بِلَادِنَا خَاصَّةً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.
    رَبنا آتِنا في الدنيا حَسَنة وفي الآخِرة حَسنة وقِنا عذابَ النار.
    وصَلِّ اللهمّ وسَلّمْ وبارِكْ على نبينا محمد، وعلى آله وصحبهِ أجمعين.
    سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.1
  1. ↩︎

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *