Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Masjid al-Adl FHUB 7 Syawal 1444
Setelah Ramadhan harapan kita menjadi pribadi yang Bertakwa, yaitu mengamalkan segala perintah Allah dan menjauhi segala larangannya. Diantara ilmu yang mendasar utuk bertakwa adalah memahami hakekat Islam agar Islam kita sah, terbebas dari perusaknya seperti jahiliyyah, syirik, kufur, nifak dan macam2 bentuk riddah. Allah berfirman:
بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)البقرة
{ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ } أَنَّهُ لَيْسَ كَمَا قَالَ الزَّاعِمُونَ { وَقَالُوا: لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } وَلَكِنْ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن , فَهُوَ الَّذِي يَدْخُلهَا وَيُنَعَّم فِيهَا
قال ابنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيّ (المتوفى: 310 هــ): وَأَمَّا قَوْلُهُ: {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ} ، فإنه يَعْنِي بِـ “إِسْلَامِ الْوَجْهِ”: التَذَلُّلُ لِطَاعَتِهِ وَالْإِذْعَانُ لِأَمْرِهِ. وَأَصْلُ”الإِسْلَامِ”: اَلاِسْتِسْلَامُ، لِأَنَّهُ مِنْ “اِسْتَسْلَمْتُ لِأَمْرِهِ”، وَهُوَ الْخُضُوْعُ لِأَمْرِهِ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ”الْمُسْلِمُ” مُسْلِمًا بِخُضُوْعِ جَوَارِحِهِ لِطَاعَةِ رَبِّهِ.
وقال أبو محمد البَغَوِيّ (المتوفى: 510 هـ) في تفسيره: وَإِنَّمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ{ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} أَيْ أَخْلَصَ دِينَهُ لِلَّهِ، وَقِيلَ: أَخْلَصَ عِبَادَتَهُ لِلَّهِ، وَقِيلَ: خَضَعَ وَتَوَاضَعَ لِلَّهِ،
وَأَصْلُ الْإِسْلَامِ: الِاسْتِسْلَامُ وَالْخُضُوعُ، وَخَصَّ الْوَجْهَ لِأَنَّهُ إِذَا جَادَ بِوَجْهِهِ فِي السُّجُودِ لَمْ يَبْخَلْ بِسَائِرِ جَوَارِحِهِ، {وَهُوَ مُحْسِنٌ} فِي عَمَلِهِ.
إذن يجب أن نعرف حقيقة الإسلام، ومعناه العامّ والخاص
إن أَصْلَ اَلْإِسْلَامُ هُوَ الِاسْتِسْلَامُ للهِ وَحْدَهُ. وَهَذَا حَقِيْقَةُ دِيْنِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ جَمِيْعًا، حَتَّى يَكُوْنَ الإِسْلَامُ اِسْمًا رَسْمِيَّا لِدِيْنِ خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَلِذَلِكَ اُسْتُعْمِلَ لَفْظُ الْإِسْلَامِ بِمَعْنَاهُ الْعَامِّ وَالْخَاصِّ.
والإسلامُ العامُّ: هو دينُ اللَّهِ الَّذي كانَ عليهَ جميعُ الرُّسُلِ، هُوَ الِاسْتِسْلَامُ للهِ وَحْدَهُ وَالاِنْقِيَادُ لِطَاعَتِهِ.
كما قالَ نوحٌ: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[يونس: 72] ،
وقالَ تعالَى:، {مِّلَّةَ أَبِيكمْ إِبْرَاهِيمَ، هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا } [الحج: 78]
قال مُجَاهِدٌ: «اللَّهُ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ، يَعْنِي مِنْ قَبْلِ الْكُتُبِ كُلِّهَا وَمَنْ قَبْلِ الذِّكْرِ» {وَفِي هَذَا} ، يَعْنِي: «الْقُرْآنَ».
وأمَّا الإسلامُ الخاصُّ،
فَهُوَ دِيْنُ مُحَمَّدٍ – صلى الله عليه وسلم -، ومُنْذُ بَعَثَ اللَّه محمَّدًا – صلى الله عليه وسلم – لَمْ يَقْبَلْ مِنْ أَحَدٍ دِيْنًا غَيْرَ دِيْنِهِ. وَهُوَ الإِسْلَامُ الخَاصُّ وَجَعَلَ بَقِيَّةَ الأَدْيَانِ كُفْرًا، لِمَا تَضَمَّنَ اتِّبَاعُهَا مِنَ الْكُفْرِ بِدِيْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْمَعْصِيَةِ للَّهِ فِي الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِه، فإنَّه ليسَ هُنَاكَ إِلَّا أَحَدُ أَمْرَيْنِ:
– إمَّا الاسْتِسْلَامُ للَّهِ والانقيادُ لطاعتِهِ وأوامر، وهوَ دينُ الإسلامِ الذي أمرَ اللَّهُ تعالَى بِهِ.
– وإمَّا المعصيةُ للَّهِ والمخالفةُ لِأَوَامِرِهِ، وَذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ طَاعَةَ الشَّيْطَانِ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يَأْمُرُ بِسُلُوْكِ الطُّرُقِ الَّتِيْ عَنْ يَمِيْنِ الصِّرَاطِ وَشِمَالِهِ، وَيَصُدُّ عَنْ سُلُوْكِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ،
والإسلامُ لله: هُوَ الِاسْتِسْلَامُ، وَالْإِذْعَانُ، وَالانْقِيَادُ، والطَّاعَةُ لَهُ سُبْحَانَهُ.
والإِسْلَامُ الخَاصُ قَدْ فَسَّرَهُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – في حديثِ جِبْرِيْلَ (بأركان الإسلام) بِالشَّهَادَتَيْنِ، مَعَ إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَالصِّيَامِ.
وَأَخْبَرَ – صلى الله عليه وسلم – في حَدِيْثٍ آخَرَ: أنَّ الإِسْلَامَ بُنِيَ عَلَى هَذِهِ الْخَمْسِ: يَعْنِي: أَنَّهُ أَرْكَانُ بِنَائِهِ الَّتِي لَا يَقُوْمُ الْبِنَاءُ إِلَّا عَلَيْهَا، وَبَقِيَّةُ الْأَعْمَالِ دَاخِلَةٌ فِي مُسَمَّاهُ أَيْضًا.
السؤال عن الإسلام وبيانه ضروري من ضرورات هذا الدين المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين المتحتم على ورثته فهمه وتبليغه والعمل به:
صحيح البخاري (1/ 19)
في رواية مسلم: صحيح مسلم (1/ 37)
وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»
مسند أحمد ط الرسالة (5/ 94)
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي مَا الْإِسْلامُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْإِسْلامُ أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ، وَتَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ” قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: ” إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ، فَقَدْ أَسْلَمْتَ “
مسند أحمد ط الرسالة (31/ 491)
عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالشَّرْطِ، قَالَ: ” أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَعْبُدَ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ، وَتَبْرَأَ مِنَ الْمُشْرِكِ ” (حديث صحيح)
هذا الحديث وغيره ذكر عنصرا مهما وهو البراءة
هذه البراءة من الكفر وأهله، ومن الشرك وأهله، ومن جميع الأديان المخالفة له من مقتضايات الشهادتين ومن مهمات الدين وصلبها، حيث ذكرها الإمام الشافعي (المتوفى: 204 هـ) رحمه الله في كتابه الأم مرتين:
– (5/ 298) حيث قال: وَأَحَبُّ إلَيَّ أَنْ لَا يُعْتِقَهَا إلَّا أَنْ لَا تَتَكَلَّمَ بِالْإِيمَانِ، وَإِنْ سُبِيَتْ صَبِيَّةً مَعَ أَبَوَيْهَا كَافِرَيْنِ فَعَقَلَتْ وَوَصَفَتْ الْإِسْلَامَ إلَّا أَنَّهَا لَمْ تَبْلُغْ فَأَعْتَقَهَا عَنْ ظِهَارِهِ لَمْ تُجْزِئْ حَتَّى تَصِفَ الْإِسْلَامَ بَعْدَ الْبُلُوغِ فَإِذَا فَعَلَتْ فَأَعْتَقَهَا أَجْزَأَتْ عَنْهُ وَإِذَا وَصَفَتْ الْإِسْلَامَ بَعْدَ الْبُلُوغِ فَأَعْتَقَهَا مَكَانَهُ أَجْزَأَتْ عَنْهُ، (وَأَحَبُّ إلَيَّ أَنْ لَا يُعْتِقَهَا إلَّا أَنْ لَا تَتَكَلَّمَ بِالْإِيمَانِ)…
– وَوَصْفُهَا الْإِسْلَامَ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتَبْرَأَ مِمَّا خَالَفَ الْإِسْلَامَ مِنْ دِينٍ،
– فَإِذَا فَعَلَتْ: فَهَذَا كَمَالُ وَصْفِ الْإِسْلَامِ، وَأَحَبُّ إلَيَّ لَوْ امْتَحَنَهَا بِالْإِقْرَارِ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَمَا أَشْبَهَهُ.”
– (6/172) ثم ذكر الإمام الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَ مرة أخرى في باب الشَّهَادَةُ عَلَى الْمُرْتَدِّ حَيْثُ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَلَوْ شَهِدَ شَاهِدَانِ أَنَّ رَجُلًا ارْتَدَّ عَنْ الْإِيمَانِ أَوْ امْرَأَةً سُئِلَا، فَإِنْ أَكْذَبَا الشَّاهِدَيْنِ قِيلَ لَهُمَا: اشْهَدَا أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتَبَرَّآ مِمَّا خَالَفَ الْإِسْلَامَ مِنْ الْأَدْيَانِ، فَإِنْ أَقَرَّا بِهَذَا لَمْ يُكْشَفَا عَنْ أَكْثَرَ مِنْهُ وَكَانَ هَذَا تَوْبَةً مِنْهُمَا وَلَوْ أَقَرَّا وَتَابَا قُبِلَ مِنْهُمَا.
فَالِاسْتِسْلَامُ لله بِالتَّوْحِيْدِ وَالانْقِيَادِ لَهُ بِالطَّاعَةِ لَا يَتَحَقَّقُ إِلَّا بِالْبَرَاءَةِ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ.
“فَمُقْتَضَى الْإِسْلَامِ أَنْ تَتَبَرَّأَ مِنَ الشِّرْكِ، وَمِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، فَهُمَا أَمْرَانِ لَا بُدَّ مِنْهُمَا؛ أَنْ تَتَبَرَّأَ مِنَ الشِّرْكِ نَفْسِهِ، وَأَنْ تَتَبَرَّأَ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، فَتُبْغِضُهُمْ، وَتُعَادِيْهِمْ مِنْ قَلْبِكَ، وَلَا يَكُوْنُ فِي قَلْبِكَ مَوَدَّةٌ لَهُمْ. وَقَدْ أَنْزَلَ الله فِي الْقُرْآنِ سُوْرَةً سَمَّاهَا بَعْضُ الْعُلَمَاءِ سُوْرَةَ الْبَرَاءَةِ مِنَ الشِّرْكِ، وَهِيَ سُوْرَةُ الْكَافِرُوْنَ، حَيْثُ يُعْلِنُ فِيْهَا الْمُسْلِمُ الْمُفَاصَلَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِيْنَ.”
قال الإمام أحمد (ت 241 ه): (مسند أحمد ط الرسالة (33/ 236)
20037 – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَهْزٍ بن حكيم بن مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَاللهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ أُولَاءِ، وَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى (أي عَدَدَ أَصَابِعِي هَذِهِ): أَنْ لَا آتِيَكَ، وَلَا آتِيَ دِينَكَ، وَإِنِّي قَدْ جِئْتُ امْرَأً لَا أَعْقِلُ شَيْئًا إِلَّا مَا عَلَّمَنِي اللهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللهِ بِمَ بَعَثَكَ رَبُّنَا إِلَيْنَا؟ قَالَ: ” بِالْإِسْلَامِ “. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا آيَةُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: ” أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَتَخَلَّيْتُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،– وَكُلُّ مُسْلِمٍ عَلَى مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ أَخَوَانِ نَصِيرَانِ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ مُشْرِكٍ يُشْرِكُ بَعْدَمَا أَسْلَمَ عَمَلًا–، أَوْ يُفَارِقُ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ (في رواية: وَتُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ). مَا لِي أُمْسِكُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، أَلَا إِنَّ رَبِّي دَاعِيَّ وَإِنَّهُ سَائِلِي: ” هَلْ بَلَّغْتَ عِبَادِي؟ ” وَأَنَا قَائِلٌ لَهُ: ” رَبِّ قَدْ بَلَّغْتُهُمْ أَلَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ مَدْعُوُّونَ، وَمُفَدَّمَةٌ (مسددة/مغلقة) أَفْوَاهُكُمْ بِالْفِدَامِ (أغطية) وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُبِينُ، -وَقَالَ بِوَاسِطٍ يُتَرْجِمُ- (عَنْ أَحَدِكُمْ لَفَخِذُهُ وَكَفُّهُ)، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا دِينُنَا. قَالَ: ” هَذَا دِينُكُمْ وَأَيْنَمَا تُحْسِنْ يَكْفِكَ ” (إسناده حسن)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ عَظْمٍ مِنَ الْإِنْسَانِ يَتَكَلَّمُ يَوْمَ يُخْتَمُ عَلَى الْأَفْوَاهِ: فَخْذُهُ مِنَ الرِّجْلِ الشِّمَالِ» (حم) 17374 , قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره دون قوله: ” من الرجل الشمال ” وهذا إسناد ضعيف
ثم جاء الطحاوي (المتوفى: 321هـ) وقال في شرح معاني الآثار (3/ 216): قَالَ: ” بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ بن معاوية بن حيدة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا آيَةُ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ «أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ، وَتَخَلَّيْتُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ»
فَلَمَّا كَانَ جَوَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رضي الله عنه لَمَّا سُئِلَ عَنْ آيَةِ الْإِسْلَامِ «أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ، وَتَخَلَّيْتُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ» وَكَانَ التَّخَلِّي هُوَ تَرْكُ كُلِّ الْأَدْيَانِ إِلَى اللهِ ثَبَتَ بِذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مَنْ لَمْ يَتَخَلَّ مِمَّا سِوَى الْإِسْلَامِ، لَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ دُخُولَهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ (ت 150 ه)، وَأَبِي يُوسُفَ (قاضي القضاة ت 182ه)، وَمُحَمَّدٍ (بن الحسن الشيباني (131 هـ-189 هـ))، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ
بهذا لا غرابة لما قال الشيخ محمد التميمي الحنبلي (المتوفى: 1206هـ)، إن الإسلام “هو(1) الاستسلام لله بالتوحيد، (2)والانقياد له بالطاعة، (3)والبراءة من الشرك وأهله”ه. (، أصول الدين الإسلامي مع قواعده الأربع، ص 11)
وأنا أقول: “اَلْإِسْلَامُ هُوَ الِاسْتِسْلَامُ للهِ بِتَوْحِيْدِهِ، وَطَاعَتِهِ، وَبِاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُوْلِهِ صلى الله عليه وسلم، اَلْمُقْتَضِي لِلْبَرَاءَةِ مِمَّا يُخَالِفُهُ مِنَ الْأَدْيَانِ”.
ومما يدل على اشتراط البراءة من الشرك:
قول الله في النبي محمد: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى؟ قُلْ: لا أَشْهَدُ، قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الأنعام
مثله في النبي إبراهيم: فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام
وفي النبي هود: قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) هود (ما نقول لك إلا نصيحة حتى لا يصيبك ألهتنا بالجنون
قول النبي: في حديث جبريل عليه السلام فيما اتفق عليه البخاري ومسلم: قَالَ: مَا الإِسْلاَمُ؟ قَالَ: ” الإِسْلاَمُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ.”
قال النووي معللا: “فإنما ذكر (قوله صلى الله عليه وسلم: لا تشرك به) بعد العبادة، لأن الكفار كانوا يأتون بصورة عبادة الله تعالى في بعض الأشياء، ويعبدون –أيضا- الأوثان، وغيرها؛ يزعمون أنهم شركاء، فنفى هذا”.
“ومن جعل العبادة لغير الله، وأثبت الربوبية لغير الله سبحانه فهو ظالم، بل أظلم الظالمين…وأن الظلم على ضربين، كما ترجم له (الإمام البخاري بقوله: باب ظلم دون ظلم)”.
أهمية عنصر البراءة من الشرك وأهله:
صحيح مسلم (1/ 189)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا» (متفق عليه)
الخطبة الثانية
قال الإمام ابن كثير (774هـ) رحمه الله في تفسيره: “يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ وَخَلِيلِهِ إِمَامِ الْحُنَفَاءِ، وَوَالِدِ مَنْ بُعِثَ بَعْدَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، الَّذِي تَنْتَسِبُ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فِي نَسَبِهَا وَمَذْهَبِهَا:
أَنَّهُ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِيهِ وَقَوْمِهِ فِي عِبَادَتِهِمُ الْأَوْثَانَ، فَقَالَ: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ. إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ. وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}
أَيْ: هَذِهِ الْكَلِمَةَ، وَهِيَ عِبَادَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَخَلْعِ مَا سِوَاهُ مِنَ الْأَوْثَانِ، وَهِيَ “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ” أَيْ: جَعَلَهَا دَائِمَةً فِي ذُرِّيَّتِهِ يَقْتَدِي بِهِ فِيهَا مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الزخرف: 26 – 28] أَيْ: إِلَيْهَا.”
وقال عز من قائل: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4].
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي(المتوفى: 1393 هـ) رحمه الله في تفسيره: وَقَدْ بَيَّنَ تَعَالَى هَذَا التَّأَسِّي الْمَطْلُوبَ، وَذَلِكَ بِقَوْلِهِ: إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الْآيَةَ [الممتحنة: 4]
فَالتَّأَسِّي هُنَا فِي ثَلَاثَةِ أُمُورٍ:
أَوَّلًا: التَّبَرُّؤُ مِنْهُمْ وَمِمَّا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ.
ثَانِيًا: الْكُفْرُ بِهِمْ.
ثَالِثًا: إِبْدَاءُ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَإِعْلَانُهَا وَإِظْهَارُهَا أَبَدًا إِلَى الْغَايَةِ الْمَذْكُورَةِ حَتَّى يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَهَذَا غَايَةٌ فِي الْقَطِيعَةِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ قَوْمِهِمْ، وَزِيَادَةٌ عَلَيْهَا إِبْدَاءُ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ أَبَدًا، وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ هُوَ الْكُفْرُ، فَإِذَا آمَنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ انْتَفَى كُلُّ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ.
أَمَّا الشِّرْكُ فَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَن آل الشَّيْخِ (المتوفى: 1293هـ):
وَالشِّرْكُ قَدْ عَرَّفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِتَعْرِيْفٍ جَامِعٍ، كَمَا فِي حَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ” يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ” (متفق عليه)
وَالنِّدُّ: اَلْمِثْلُ وَالشَّبِيْهُ. فَمَنْ صَرَفَ شَيْئًا مِنَ الْعِبَادَاتِ لِغَيْرِ اللهِ، فَقَدْ أَشْرَكَ بِهِ، شِرْكًا يُبْطِلُ التَّوْحِيْدَ وَيُنَافِيْهِ، لِأَنَّهُ شَبَّهَ الْمَخْلُوْقَ باِلْخَالِق، وَجَعَلَهُ فِي مَرْتَبَتِهِ. (في الألوهية)”
يَقُوْلُ إِسْمَاعِيْلُ بن عبد الغني الدِّهْلَوِيّ ت 1246 هـ: في رسالة التوحيد
إِنَّ حَقِيْقَةَ الشِّرْكِ أَنْ يَأْتِيَ الْإِنْسَانُ بِخِلَالٍ وَأَعْمَالٍ (خَصَّهَا اللَّهُ بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ، وَجَعَلَهَا شِعَارًا لِلْعُبُوْدِيَّةِ)، لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، كَالسُّجُوْدِ لِأَحَدٍ، وَالذَّبْحِ بِاسْمِهِ، وَالنَّذْرِ لَهُ، وَالِاسْتِغَاثَةِ بِهِ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْتِقَادٍ أَنَّهُ حَاضِرٌ نَاظِرٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَإِثْبَاتِ قُدْرَةِ التَّصَرُّفِ لَهُ، وَكُلُّ ذَلِكَ يَثْبُتُ بِهِ الشِّرْكُ، وَيُصْبِحُ الْإِنْسَانُ بِهِ مُشْرِكًا، وَإِنْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا الْإِنْسَانَ، أَوْ الْمَلَكَ أَوِ الْجِنِّيَّ الَّذِيْ يَسْجُدُ لَهُ، أَوْ يَذْبَحُ، أَوْ يَنْذُرُ لَهُ، أَوْ يَسْتَغِيْثُ بِهِ، أَقَلُّ مِنَ اللَّهِ شَأْنًا، وَأَصْغَرُ مِنْهُ مَكَانًا، وَأَنَّ اللَّه هُوَ الْخَالِقُ، وَهَذَا عَبْدُهُ وَخَلْقُهُ،
لَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْأَوْلِيَاءِ وَالْأَنْبِيَاءِ، وَالْجِنِّ وَالشَّيَاطِيْنِ، وَالْعَفَارِيْتِ، وَالْجِنِّيَّاتِ، فَمَنْ عَامَلَهَا هَذِهِ الْمُعَامَلَةَ كَانَ مُشْرِكًا، لِذَلِكَ وَصَفَ اللَّهُ الْيَهُوْدَ وَالنَّصَارَى، الَّذِيْنَ غَلَوْا فِي أَحْبَارِهِمْ وَرُهْبَانِهمْ، مِثْلَ مَا غَلَا الْمُشْرِكُوْنَ فِي آلِهَتِهِمْ بِمَا وَصَفَ بِهِ عُبَّادُ الْأَوْثَانِ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَغَضِبَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْغُلَاةِ الْمُنْحَرِفِيْنَ، كَمَا غَضِبَ عَلَى غُلَاةِ الْمُشْرِكِيْنَ، فَقَالَ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31] .
وَنَخْتِمُ بِقَوْلِ الْإِمَامِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيّ (المتوفى: 1376هــ):
“فَإِنَّ حَدَّ الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ وَتَفْسِيْرَهُ الَّذِيْ يَجْمَعُ أَنْوَاعَهُ وَأَفْرَادَهُ: أَنْ يَصْرِفَ الْعَبْدُ نَوْعًا أَوْ فَرْدًا مِنْ أَفْرَادِ الْعِبَادَةِ لِغَيْرِ اللهِ، فَكُلُّ اعْتِقَادٍ أَوْ قَوءلٍ أَوْ عَمَلٍ ثَبَتَ أَنَّهُ مَأْمُوْرٌ بِهِ مِنَ الشَّارِعِ فَصَرْفُهُ للهِ وَحْدَهُ تَوْحِيْدٌ وَإِيْمَانٌ وَإِخْلَاصٌ، وَصَرْفُهُ لِغَيْرِهِ شِرْكٌ وَكُفْرٌ. فَعَلَيْكَ بِهَذَا الضَّابِطِ لِلشِّرْكِ الْأَكْبَرِ الَّذِيْ لَا يَشُذُّ عَنْهُ شَيْءٌ.”
وَقَالَ أَيْضًا: “حَقِيْقَةُ الشِّرْكِ بِاللهِ: أَنْ يُعْبَدَ الْمَخْلُوْقُ كَمَا يُعْبَدَ اللهُ، أَوْ يُعَظَّمُ كَمَا يُعَظَّمُ اللهُ، أَوْ يُصْرَفَ لَهُ نَوْعٌ مِنْ خَصَائِصِ الرُّبُوْبِيَّةِ وَالْإِلَهِيَّةِ”. هَذَا التَّعْرِيْفُ شَامِلٌ لِجَمِيْعِ مَدْلُوْلَاتِ الشِّرْكِ.
***
ثُمَّ اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ؛ فَقَالَ – جَلَّ قَائِلاً عليمًا: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56].
اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ، البَشِيْرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الـمُنِيرِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَن الأربَعةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ التَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وَأَذِلَّ الشِّركَ والمشركينَ، وَدَمِّرْ أعداءَ الدِّينِ، وَانصُرْ عِبَادَكَ الموحِّدينَ.
اللهُمَّ ادفَعْ عنَّا الغَلاءَ والرِّياءَ، وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلازَلَ والمِحَنَ وَسُوْءَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، عَنْ بَلَدِنَا هَذا خَاصَّةً، وَعَن سَائِرِ بِلادِ المسلمينَ عَامَّةً يَا رَبَّ العالمينَ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ ولاة أَمورنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِم لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ أَتِمَّ عَلَيْهِم نِعْمَتَكَ بِالعَافِيَةِ وَالصِّحَّةِ وَالسَّلَامَةِ والهداية. اللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيْنَا إِيمَانَنَا، وَاحْفَظْ رِجَالَ أَمْنِنَا، وَارْحَمْ شُهَدَاءَنَا الأَبْرَارِ، وَاحْفَظْ الحُجَّاجَ فِي الـمَشَاعِرِ الـمُقَدَّسَةِ، وَبَلِّغْهُمْ مَقَاصِدَهُمْ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَرُدَّهُمْ إِلَى أَهْلِيْهِمْ وَذَوِيْهِمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ مَأْجُوْرِينَ.
اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يومنَا وَفِي سَائِرِ أَيَّامِنَا، وَوَفِقْنَا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَاجْعَلْهَا لَكَ خَالِصَةً، وَتَقَبَّلْهَا مِنَّا بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحمِينَ.
اللهم اغفر لنا أجمعين، وأخرجنا من ذنبونا كيوم ولدتنا أمهاتنا، لا تفرق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور وعمل مبرور وسعي مشكور يا رحيم يا ودود يا غفور، اللهم اغفر لنا شباناً وشيبة ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً.
اَللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا اْلإِيْمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوْبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيِنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوْقَ وَاْلعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِن َالرَّاشِدِيْنَ, اَللَّهُمَّ أَحْيِنَا مُسْلِمِيْنَ وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِيْنَ غَيْرَخَزَايَا وَلاَ مَفْتُوْنِيْنَ.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. والحمد لله رب العالمين.